"لا تخطفوا ساروتنا.. "لا تقتلوا الشهيد أنا لو متت بحبك يا ثورة شو المشكلة


بالتأكيد لم تكن مشكلة لدى الشهيد عبد الباسط أن يدفع حياته فداءً لحبيبته، وثمناً لخياره في مواجهة نظام عميل وخائن فرّط بالوطن ومقدّراته، وارتكب كلّ أنواع الجريمة ليبقى حاكماً ولو على مستنقع من الدم والجماجم، كانت الكارثة الحقيقية لدى الساروت في أن تفشل الثورة وأن يضيع دم الشهداء، ولعلّ كلماته الأخيرة قبل أن تتحرّر روحه من جسده المدمّى تؤكد هذه الحقيقة.

لم يكن عبد الباسط الساروت ملكاً لفردٍ أو جماعة أو تنظيم، ولم يكن مجنّداً إيديولوجيّاً محسوباً على أيّة شخصية أو جهة، لم يكن أسير مصالح ذاتية أو جغرافيا ضيّقةٍ أو فكرٍ محدود، لقد كان إنساناً وطنياً منفتحاً على جميع أبناء شعبه محبّاً ومشاركاً للجميع، كان حرّاً في حياته وفي خياراته وفي قراره.

لقد أنشد الساروت لكلّ المدن والبلدات السورية ولجميع أبنائها، وكان الوطن، كل الوطن، جنة الأرض التي ستمنح هوية المواطن للسوريّ المؤمن بحقوق الإنسان الذي ينشد الحرية والعدالة والكرامة. لقد أدرك الساروت بوعيه الوطنيّ الفطريّ، وبقراءته البسيطة مشاقّ الطريق ووعورته والأخطار التي تكتنفه، وتعدّد الخصوم، ووحشيّة الأعداء على اختلاف منابتهم وتنوّع أساليبهم وافتراق مشاريعهم، لكنّه امتلك اليقين بقدرة السوريين الأحرار على هزيمة الطاغية مهما امتلك من أدوات ومهما تلقى من دعم خارجيّ. لقد منحه وضوح المشهد وإيمانه بالحقّ وبقوة السوريّ، وبهشاشة أبنية الاستبداد، مطلق الثقة بالانتصار على قوى الشرّ والطغيان، فبدأ مواجهتها بالغناء والورود، ثمّ حين لم يترك الطاغية مجالاً للحراك المدنيّ السلميّ وواجه الهتاف الوطنيّ بالقصف وبالمجازر، وباعتقال الثوار السلميين وقتلهم بواسطة التعذيب الوحشيّ، لم يتوانى في الدفاع عن الثورة وغاياتها النبيلة وحمل السلاح في صفوف الجيش الحرّ. 

نعم يمكن لنا أن نرى في الساروت صورة مكثفة ومختزلة عن الثورة السورية بتلقائيتها ونقائها وعفويتها، وتجسيداً عميقاً لطبيعتها وسيرورتها ولمراحلها التي مرّت بها، وتلخيصاً لأهدافها ومطالبها الإنسانية المحقّة. لكنّ استشهاده وانتقاله إلى عالم الغيب أبداً ليس صورة عن مآلاتها ونتائجها النهائية، بل تجديد لروحها ودفع قويّ لقاطرتها، واستعادة لألقها وعنفوانها وزخمها. فإن كنّا فشلنا، من قبل، في الإجماع على بطلٍ ورمزٍ من رموز الثورة السوريّة وهم أحياء فلتكن روح الساروت النقيّة، ومسيرته المشرّفة وبطولته المشهود بها، وتضحياته رمزاً لثورتنا العظيمة ومنارة تضيء طريق الصاعدين إلى واحة الحرّية.

إنّ عجز بعض القوى المعارضة بإسلامييها وعلمانييها وقومييها ويسارييها، الثابت منهم أو المتلوّن والمتحوّل، ورغبة منها بالاستقواءً برمزية الساروت وبرصيده الشعبي، أو خوفاً على وهمها الأيديولوجي وعلى تصوّراتها المسبقة لمشروع التغيير، دفع البعض منها إلى محاولة الاستحواذ على رمز من رموز الثورة وحارس من حراس حلم الناس، كما دفع بعضها الآخر إلى محاولة الإساءة إليه وتشويه صورته، فمن جهتها عمدت قوى إسلاميّة معتدلة أو متطرفة إلى أسلمة هذا الشاب الثائر بل وإلى محاولة تنسيبه إلى صفوفها، فيما رفضت قوى وأشخاص تدّعي العلمانية أن يتحوّل هذا الرمز الثوريّ إلى أيقونة للثورة السورية وأمثولة للشباب السوري يهتدي بها ويحذو حذوها فلجأت إلى محاكمته، حيّاً وميتاً، وإلى إدانته لحمله السلاح لمواجهة نهج القتل والتدمير الذي اتبعه مجرم الحرب الأسد وأدواته المتوحشة، وإلى وصمه بالطائفية والتطرف ودعشنته وقعدتنه بسبب مواقف اضطرارية طارئة ومؤقتة، وبذلك تواءمت مع خطاب نظام المافيا الأسديّ المجرم ومؤيديه، أو على الأقل تقاطعت مع خطابه الملفّق ودعمت ادّعاءاته الكاذبة.

حرية الساروت ورفاقه وكلّ من انحاز إلى صفوف الثوّار وإلى مواجهة الطغيان والاستبداد ليست وليدة لحظة الثورة أو نتيجة لها، بل هي سبب من أسبابها، فما يمكث في بذور الأشجار العالية وما تمتصّه جذورها النبيلة سيلبث في الأغصان والأوراق والثمار، ولم تكن لتتفجر ثورة الشعب السوريّ العظيم لولا وجود الأحرار الذين أشعلوا فتيلها وكانوا قرابين للمجد الذي سيتحقق لسوريا السيّدة الحرّة بعد خلاصها من أسر جلاّدها وزبانيته الخونة والمجرمين. 

لقد خطّ عبد الباسط الساروت بدمه عهداً ثوريّاً وميثاقاً للشرف الوطنيّ أجمع عليه ووقّعه أبناء سوريّا الأحرار، ولا شكّ بأنّ سيرة الشهيد الساروت تقدّم أنموذجاً وطنيّاً وإنسانيّاً ملهماً للبطل الشعبيّ الذي تماهى مع ثورته وذاب في أتونها حتى بات صورة عنها ورمزاً لها ولعَلَمِها. 

نقول لمن يحاول خطف الرمز واعتقال البطولة، وقتل الشهداء مرّة بعد مرة:

كفى عبثاً بثورتنا الظافرة وبمصير وطننا، فالشعب السوريّ الثائر ضدّ الطغيان أصدر قراره النهائيّ بتجديد العهد والقسم، وبإجماعه على الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، والاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهدافها بالحرية والكرامة والعدالة، وعلى أنّ الشهيد بطله الشعبيّ ورمزه الثوريّ المضيء.

سيظلّ ساروتُنا حرّاً يطوف بيننا، يرفرف ببياض روحه وبقلبه الأخضر، وبسواد عينيه اللامعتين، وبنجومٍ حمراء ثلاث يزيّن سماء حلمنا.

 

 

بالتأكيد لم تكن مشكلة لدى الشهيد عبد الباسط أن يدفع حياته فداءً لحبيبته، وثمناً لخياره في مواجهة نظام عميل وخائن فرّط بالوطن ومقدّراته، وارتكب كلّ أنواع الجريمة ليبقى حاكماً ولو على مستنقع من الدم والجماجم، كانت الكارثة الحقيقية لدى الساروت في أن تفشل الثورة وأن يضيع دم الشهداء، ولعلّ كلماته الأخيرة قبل أن تتحرّر روحه من جسده المدمّى تؤكد هذه الحقيقة.

لم يكن عبد الباسط الساروت ملكاً لفردٍ أو جماعة أو تنظيم، ولم يكن مجنّداً إيديولوجيّاً محسوباً على أيّة شخصية أو جهة، لم يكن أسير مصالح ذاتية أو جغرافيا ضيّقةٍ أو فكرٍ محدود، لقد كان إنساناً وطنياً منفتحاً على جميع أبناء شعبه محبّاً ومشاركاً للجميع، كان حرّاً في حياته وفي خياراته وفي قراره.

لقد أنشد الساروت لكلّ المدن والبلدات السورية ولجميع أبنائها، وكان الوطن، كل الوطن، جنة الأرض التي ستمنح هوية المواطن للسوريّ المؤمن بحقوق الإنسان الذي ينشد الحرية والعدالة والكرامة. لقد أدرك الساروت بوعيه الوطنيّ الفطريّ، وبقراءته البسيطة مشاقّ الطريق ووعورته والأخطار التي تكتنفه، وتعدّد الخصوم، ووحشيّة الأعداء على اختلاف منابتهم وتنوّع أساليبهم وافتراق مشاريعهم، لكنّه امتلك اليقين بقدرة السوريين الأحرار على هزيمة الطاغية مهما امتلك من أدوات ومهما تلقى من دعم خارجيّ. لقد منحه وضوح المشهد وإيمانه بالحقّ وبقوة السوريّ، وبهشاشة أبنية الاستبداد، مطلق الثقة بالانتصار على قوى الشرّ والطغيان، فبدأ مواجهتها بالغناء والورود، ثمّ حين لم يترك الطاغية مجالاً للحراك المدنيّ السلميّ وواجه الهتاف الوطنيّ بالقصف وبالمجازر، وباعتقال الثوار السلميين وقتلهم بواسطة التعذيب الوحشيّ، لم يتوانى في الدفاع عن الثورة وغاياتها النبيلة وحمل السلاح في صفوف الجيش الحرّ. 

نعم يمكن لنا أن نرى في الساروت صورة مكثفة ومختزلة عن الثورة السورية بتلقائيتها ونقائها وعفويتها، وتجسيداً عميقاً لطبيعتها وسيرورتها ولمراحلها التي مرّت بها، وتلخيصاً لأهدافها ومطالبها الإنسانية المحقّة. لكنّ استشهاده وانتقاله إلى عالم الغيب أبداً ليس صورة عن مآلاتها ونتائجها النهائية، بل تجديد لروحها ودفع قويّ لقاطرتها، واستعادة لألقها وعنفوانها وزخمها. فإن كنّا فشلنا، من قبل، في الإجماع على بطلٍ ورمزٍ من رموز الثورة السوريّة وهم أحياء فلتكن روح الساروت النقيّة، ومسيرته المشرّفة وبطولته المشهود بها، وتضحياته رمزاً لثورتنا العظيمة ومنارة تضيء طريق الصاعدين إلى واحة الحرّية.

إنّ عجز بعض القوى المعارضة بإسلامييها وعلمانييها وقومييها ويسارييها، الثابت منهم أو المتلوّن والمتحوّل، ورغبة منها بالاستقواءً برمزية الساروت وبرصيده الشعبي، أو خوفاً على وهمها الأيديولوجي وعلى تصوّراتها المسبقة لمشروع التغيير، دفع البعض منها إلى محاولة الاستحواذ على رمز من رموز الثورة وحارس من حراس حلم الناس، كما دفع بعضها الآخر إلى محاولة الإساءة إليه وتشويه صورته، فمن جهتها عمدت قوى إسلاميّة معتدلة أو متطرفة إلى أسلمة هذا الشاب الثائر بل وإلى محاولة تنسيبه إلى صفوفها، فيما رفضت قوى وأشخاص تدّعي العلمانية أن يتحوّل هذا الرمز الثوريّ إلى أيقونة للثورة السورية وأمثولة للشباب السوري يهتدي بها ويحذو حذوها فلجأت إلى محاكمته، حيّاً وميتاً، وإلى إدانته لحمله السلاح لمواجهة نهج القتل والتدمير الذي اتبعه مجرم الحرب الأسد وأدواته المتوحشة، وإلى وصمه بالطائفية والتطرف ودعشنته وقعدتنه بسبب مواقف اضطرارية طارئة ومؤقتة، وبذلك تواءمت مع خطاب نظام المافيا الأسديّ المجرم ومؤيديه، أو على الأقل تقاطعت مع خطابه الملفّق ودعمت ادّعاءاته الكاذبة.

حرية الساروت ورفاقه وكلّ من انحاز إلى صفوف الثوّار وإلى مواجهة الطغيان والاستبداد ليست وليدة لحظة الثورة أو نتيجة لها، بل هي سبب من أسبابها، فما يمكث في بذور الأشجار العالية وما تمتصّه جذورها النبيلة سيلبث في الأغصان والأوراق والثمار، ولم تكن لتتفجر ثورة الشعب السوريّ العظيم لولا وجود الأحرار الذين أشعلوا فتيلها وكانوا قرابين للمجد الذي سيتحقق لسوريا السيّدة الحرّة بعد خلاصها من أسر جلاّدها وزبانيته الخونة والمجرمين. 

لقد خطّ عبد الباسط الساروت بدمه عهداً ثوريّاً وميثاقاً للشرف الوطنيّ أجمع عليه ووقّعه أبناء سوريّا الأحرار، ولا شكّ بأنّ سيرة الشهيد الساروت تقدّم أنموذجاً وطنيّاً وإنسانيّاً ملهماً للبطل الشعبيّ الذي تماهى مع ثورته وذاب في أتونها حتى بات صورة عنها ورمزاً لها ولعَلَمِها. 

نقول لمن يحاول خطف الرمز واعتقال البطولة، وقتل الشهداء مرّة بعد مرة:

كفى عبثاً بثورتنا الظافرة وبمصير وطننا، فالشعب السوريّ الثائر ضدّ الطغيان أصدر قراره النهائيّ بتجديد العهد والقسم، وبإجماعه على الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، والاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهدافها بالحرية والكرامة والعدالة، وعلى أنّ الشهيد بطله الشعبيّ ورمزه الثوريّ المضيء.

سيظلّ ساروتُنا حرّاً يطوف بيننا، يرفرف ببياض روحه وبقلبه الأخضر، وبسواد عينيه اللامعتين، وبنجومٍ حمراء ثلاث يزيّن سماء حلمنا.

 

 

بالتأكيد لم تكن مشكلة لدى الشهيد عبد الباسط أن يدفع حياته فداءً لحبيبته، وثمناً لخياره في مواجهة نظام عميل وخائن فرّط بالوطن ومقدّراته، وارتكب كلّ أنواع الجريمة ليبقى حاكماً ولو على مستنقع من الدم والجماجم، كانت الكارثة الحقيقية لدى الساروت في أن تفشل الثورة وأن يضيع دم الشهداء، ولعلّ كلماته الأخيرة قبل أن تتحرّر روحه من جسده المدمّى تؤكد هذه الحقيقة.

لم يكن عبد الباسط الساروت ملكاً لفردٍ أو جماعة أو تنظيم، ولم يكن مجنّداً إيديولوجيّاً محسوباً على أيّة شخصية أو جهة، لم يكن أسير مصالح ذاتية أو جغرافيا ضيّقةٍ أو فكرٍ محدود، لقد كان إنساناً وطنياً منفتحاً على جميع أبناء شعبه محبّاً ومشاركاً للجميع، كان حرّاً في حياته وفي خياراته وفي قراره.

لقد أنشد الساروت لكلّ المدن والبلدات السورية ولجميع أبنائها، وكان الوطن، كل الوطن، جنة الأرض التي ستمنح هوية المواطن للسوريّ المؤمن بحقوق الإنسان الذي ينشد الحرية والعدالة والكرامة. لقد أدرك الساروت بوعيه الوطنيّ الفطريّ، وبقراءته البسيطة مشاقّ الطريق ووعورته والأخطار التي تكتنفه، وتعدّد الخصوم، ووحشيّة الأعداء على اختلاف منابتهم وتنوّع أساليبهم وافتراق مشاريعهم، لكنّه امتلك اليقين بقدرة السوريين الأحرار على هزيمة الطاغية مهما امتلك من أدوات ومهما تلقى من دعم خارجيّ. لقد منحه وضوح المشهد وإيمانه بالحقّ وبقوة السوريّ، وبهشاشة أبنية الاستبداد، مطلق الثقة بالانتصار على قوى الشرّ والطغيان، فبدأ مواجهتها بالغناء والورود، ثمّ حين لم يترك الطاغية مجالاً للحراك المدنيّ السلميّ وواجه الهتاف الوطنيّ بالقصف وبالمجازر، وباعتقال الثوار السلميين وقتلهم بواسطة التعذيب الوحشيّ، لم يتوانى في الدفاع عن الثورة وغاياتها النبيلة وحمل السلاح في صفوف الجيش الحرّ. 

نعم يمكن لنا أن نرى في الساروت صورة مكثفة ومختزلة عن الثورة السورية بتلقائيتها ونقائها وعفويتها، وتجسيداً عميقاً لطبيعتها وسيرورتها ولمراحلها التي مرّت بها، وتلخيصاً لأهدافها ومطالبها الإنسانية المحقّة. لكنّ استشهاده وانتقاله إلى عالم الغيب أبداً ليس صورة عن مآلاتها ونتائجها النهائية، بل تجديد لروحها ودفع قويّ لقاطرتها، واستعادة لألقها وعنفوانها وزخمها. فإن كنّا فشلنا، من قبل، في الإجماع على بطلٍ ورمزٍ من رموز الثورة السوريّة وهم أحياء فلتكن روح الساروت النقيّة، ومسيرته المشرّفة وبطولته المشهود بها، وتضحياته رمزاً لثورتنا العظيمة ومنارة تضيء طريق الصاعدين إلى واحة الحرّية.

إنّ عجز بعض القوى المعارضة بإسلامييها وعلمانييها وقومييها ويسارييها، الثابت منهم أو المتلوّن والمتحوّل، ورغبة منها بالاستقواءً برمزية الساروت وبرصيده الشعبي، أو خوفاً على وهمها الأيديولوجي وعلى تصوّراتها المسبقة لمشروع التغيير، دفع البعض منها إلى محاولة الاستحواذ على رمز من رموز الثورة وحارس من حراس حلم الناس، كما دفع بعضها الآخر إلى محاولة الإساءة إليه وتشويه صورته، فمن جهتها عمدت قوى إسلاميّة معتدلة أو متطرفة إلى أسلمة هذا الشاب الثائر بل وإلى محاولة تنسيبه إلى صفوفها، فيما رفضت قوى وأشخاص تدّعي العلمانية أن يتحوّل هذا الرمز الثوريّ إلى أيقونة للثورة السورية وأمثولة للشباب السوري يهتدي بها ويحذو حذوها فلجأت إلى محاكمته، حيّاً وميتاً، وإلى إدانته لحمله السلاح لمواجهة نهج القتل والتدمير الذي اتبعه مجرم الحرب الأسد وأدواته المتوحشة، وإلى وصمه بالطائفية والتطرف ودعشنته وقعدتنه بسبب مواقف اضطرارية طارئة ومؤقتة، وبذلك تواءمت مع خطاب نظام المافيا الأسديّ المجرم ومؤيديه، أو على الأقل تقاطعت مع خطابه الملفّق ودعمت ادّعاءاته الكاذبة.

حرية الساروت ورفاقه وكلّ من انحاز إلى صفوف الثوّار وإلى مواجهة الطغيان والاستبداد ليست وليدة لحظة الثورة أو نتيجة لها، بل هي سبب من أسبابها، فما يمكث في بذور الأشجار العالية وما تمتصّه جذورها النبيلة سيلبث في الأغصان والأوراق والثمار، ولم تكن لتتفجر ثورة الشعب السوريّ العظيم لولا وجود الأحرار الذين أشعلوا فتيلها وكانوا قرابين للمجد الذي سيتحقق لسوريا السيّدة الحرّة بعد خلاصها من أسر جلاّدها وزبانيته الخونة والمجرمين. 

لقد خطّ عبد الباسط الساروت بدمه عهداً ثوريّاً وميثاقاً للشرف الوطنيّ أجمع عليه ووقّعه أبناء سوريّا الأحرار، ولا شكّ بأنّ سيرة الشهيد الساروت تقدّم أنموذجاً وطنيّاً وإنسانيّاً ملهماً للبطل الشعبيّ الذي تماهى مع ثورته وذاب في أتونها حتى بات صورة عنها ورمزاً لها ولعَلَمِها. 

نقول لمن يحاول خطف الرمز واعتقال البطولة، وقتل الشهداء مرّة بعد مرة:

كفى عبثاً بثورتنا الظافرة وبمصير وطننا، فالشعب السوريّ الثائر ضدّ الطغيان أصدر قراره النهائيّ بتجديد العهد والقسم، وبإجماعه على الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، والاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهدافها بالحرية والكرامة والعدالة، وعلى أنّ الشهيد بطله الشعبيّ ورمزه الثوريّ المضيء.

سيظلّ ساروتُنا حرّاً يطوف بيننا، يرفرف ببياض روحه وبقلبه الأخضر، وبسواد عينيه اللامعتين، وبنجومٍ حمراء ثلاث يزيّن سماء حلمنا.

 

علي محمّد شريف

رئيس القسم الثقافي

 

 
 
 
Whatsapp