سيرة الشهداء


رسالة مُربكة

في بريدي

صورةُ شابّ مبتسم

مع رسالةٍ يقول مرسلها

بأنَّها لصديقه الذي

استشهد بالأمس

وإنه لا يجيد الكتابة العاطفية

ويطلب مني أن أساعده

بكتابة مرثية ينشرها على صفحته.

كم هي مُربكةٌ تلك الرسالة

تماماً كابتسامة الشهيد

في الصورة.

طائرٌ

في حنجرته 

وعلى جبينه طائرٌ

صَنَعا الهالة الموعودة

لحارس الكرامة المبجَّل.

دَين

سدَّدناه دمعاً

الماءُ الذي شربناهُ

كأنه دَيْن!

الساروت

القطنُ في أنفه وأُذنيه

يُزيد البياضَ في المشهد

وعيناه اللتان

أطبقهما الرفاقُ بعد موته

تستمرَّان في التحديق.

تابوته

تحوَّل إلى آلةٍ للزمن

أعادتنا سنواتٍ ثمانيةً

إلى اليوم الذي

كانَ الهتافُ فيه

مزقةً من الروح.

لمثله 

يحزن الشعبُ لمثله 

تترقرقُ الخدودُ

إلى أن تكتسبَ

ملمسَ الدمع.

سيرة الشهداء

لشدَّة التصاقهم بالتراب

تحوَّلوا إلى أشجار

ولشدَّة التصاقهم بالسماء

تحوَّلوا إلى غيوم.

هؤلاء الشهداء

وهذه سيرتهم.

 

 ماهر شرف الدين

كاتب سوري

 
 
Whatsapp