لو كنتُ تركية لانتخبتُ أردوغان.. الإنسان المعلم القائد القدوة
نصرت ياسين
نعم ومليون نعم، ليس بالضرورة أن تكتب دائماً عنه أو تنشر صورة على صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي، لكي تكون محباً لهذا الرجل.
لو أردنا التحدث عنه ستخوننا الذاكرة لأن إنجازاته لا تعد ولا تحصى، سيجف حبر القلم ولن ينتهي الكلام.
القمة التي عقدها من أجل فلسطين كانت أمراً مشرّفاً جداً، ذكاؤه وحنكته السياسية، يعرف كيف يرد في الزمان والمكان المناسبين، تجده يرسل أقوى رسائل لنظرائه الرؤساء والدبلوماسيين بطريقة جد بسيطة، طريقته المدروسة والعفوية في الجلوس والسلام والتعامل معهم، كل يأخذ ما يستحق، يعرف كيف يرد الكيل بمكيالين.
من لا يحترم بلده، لا يقلل من قيمته ولكن لا يوفر طريقة إلاّ يحجمه فيها، يفرض احترامه بأذكى الأساليب، وبسرعة بديهة يلقن من يتعدى حدوده دروسا متميزة.
خلال محاولة الانقلاب الأخيرة كان قوياً، الأمر الذي كان كافياً ليقلب الإنقلاب على رؤوس أعدائه، قوته يستمدها من إيمانه بالله وثقته بنفسه ومحبة شعبه له لأنه كان دوماً صادقاً معهم، وإلا لكنا رأينا مشاهد تشبه ما شاهدناه في كل بلد عربي بعد أي عملية انقلاب أو ثورة، كما نرى منذ فترة ليست ببعيدة.
لعل المشهد البسيط الذي بقي عالقاً في ذاكرتي، صورة مع مستشاريه وسياسيين أتراك، وهو يجري اتصالاً مع أحد رؤساء الدول المهمة، مشهد الشورى هذا نفتقده عند الزعماء والرؤساء.
إنه الرقم 1 بين رؤساء العالم، فهو يخوض حرباً دفاعية عن نفسه وبلده، تشن من كل حدب و صوب.
يكرس من وقته لزيارة مريض هنا ومشاركة إفطار مع عائلة متواضعة هناك، حتماً عندما تكبر تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تود رؤيته ستنسى أنها حزنت وبكت لذلك، لكنها لن تنسى أبداً أنه اتصل بها واستضافها عنده.
لن تنسى طفلة أخرى أنه توقف عن الخطاب إنصاتاً لها، كان باستطاعته أن يكمل كلامه ويتجاهل صوتها الذي بالكاد يسمع، أو كما يقول منتقدوه “كان باستطاعته أن يعطي امراً بالسر لمرافقيه فيسمع ما تريد أن تقوله له على انفراد حتى لا يثير ضجة يستفيد منها إعلامياً على حساب طفلة بريئة”،. يا سادة، الطيب أستاذ يعلمنا درساً في الانصات والتواضع، يعلمنا أنه علينا أن نصمت ولو كنا رأس الهرم وكان مصدر الصوت من أسفل الهرم.
لكن مهلاً ترى ماذا سيكسب الطيب من هكذا تصرفات؟
شهرة؟ وكأنه غير معروف!
منصب؟ وكأنه ليس برئيس!
محبة الناس؟ وكأنه لم يملك قلوب الكبار والصغار!
على كافة الأصعدة أردوغان مدرسة تكفي النهضة الإسلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ألا يكفي أنه نقل بلاده نقلة نوعية إقليمياً ودولياً.
لا يختصر أردوغان بسطور ولا مقالات، فهو مدرسة في الحاضر وتاريخ في المستقبل.
أضف إلى ذلك، أردوغان الزوج والأب والابن، حبه وإحاطته لزوجته
وعائلته مرادف لثلاثة أحرف “رجُل” في زمن ندر فيه وجود الرجال
أردوغان الإنسان، المعلم، القائد، القدوة
رجل العصر بلا منازع.. حفظه الله بما يحفظ به عباده الصالحين.